التربية عن طريق حل المشكلات:
تنشأ المشكلة عندما يقابل الإنسان موقفا جديدا لم يألفه ولم يتعود على
مواجهته بينما تنقصه المهارات أو المعلومات أو لا تتوافر عنده الطرق والأساليب
الجاهزة للتصرف فيه بطريقة سليمة، ويقتضي ذلك أن يعيد الإنسان تشكيل معلوماته
السابقة وصبها في قالب جديد، قد يمكنه من التصرف في الموقف، وإذا أخفق في ذلك فقد
يسعى إلى اكتساب معارف ومهارات جديدة تقوده إلى التصرف الصحيح في الموقف الجديد
الشائك.
وتختلف طريقة مواجهة المشكلات من فرد إلى آخر طبقا لدرجة وعيه وثقافته
ومهارته وخبرته وقدرته على التصرف، وبينما يشكل موقف مشكلة لفرد فإنه لا يشكل
مشكلة لفرد آخر، وتتميز عملية حل المشكلات بأنها عملية معقدة؛ "لأنها تحتوي
على عمليات عقلية كثيرة, مثل التذكر، والفهم، والتطبيق، والتحليل, والتركيب,
والاستبصار والتجريد، والتعميم, وغير ذلك من العمليات العقلية والمهارية
والانفعالية المتداخلة"1.
__________
1 علي أحمد
مدكور: المرجع السابق، ص
وتتجلى أهمية أسلوب حل المشكلات في التعليم والتعلم في أنها تزود الفرد
بمهارات وأفكار وقيم جديدة نتيجة قيامه بعدد من العمليات العقلية والوجدانية،
والمعلم الناجح الفطن يستخدم أسلوب حل المشكلات من أجل تطبيق وإيضاح مفهومات
سابقة, وأيضا لاكتشاف مفاهيم جديدة, ويدفع أسلوب حل المشكلات المتعلمَ إلى تطوير
أفكاره ومفاهيمه السابقة واستخدامها في موقف أو مشكلات جديدة، فضلا عن أنه يثير
الرغبة عند المتعلم في البحث عن الحل، وينمي الثقة بقدراته الفعلية ويوفر له
الفرصة المواتية للمناقشة والتفكير النقدي.
ويرى جون ديوي أن عملية حل المشكلات التي تعتمد على الطريقة العلمية تمر
بالمراحل التالية:
1- تحديد
المشكلة.
2- التعرف على
الظروف المحيطة بالمشكلة عن طريق جمع المعلومات المتصلة بها وتحديد العوامل
المؤثرة، وهذا يؤدي إلى فهم المشكلة وتحديدها بصورة أكثر دقة.
3- وضع فرضيات
للحلول الممكنة لهذه المشكلة.
4- الدراسة
الدقيقة لكل فرضية على أساس القيمة المحتملة لكل منها.
5- اختبار صحة
كل فرضية أو حل على ضوء النتيجة المحتملة ثم اختيار الفرضية التي تنتج الحل
الأمثل.
الكتاب: التربية
الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها
المؤلف:
عاطف السيد
الناشر:
حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلف
عدد الأجزاء:
1
No comments:
Post a Comment